الجمعة، 13 يناير 2017

ساعات الوحدة و ثواني الفرح 01

... و لما انبعث صوت لطفي بشناق يتغنى بشمسه، ألم بالرأس مني صداع لذيذ أعادني الى متكأي في تلك الليلة فيما قالت بصوت خفيض يداعبه نعاس ليلة صيفية: "غني لي". لم أكن استحظر من الاغنية غير مطلعها، و من طلعتها غير مبسمها. و لكنك لا ترفض لشمسك طلبا. فهي ان امسكت اثلجت و خبا نبض قلبك تيبسا. وهي ان جادت فزادت أحرقت وبات اللظى في جوفك مستعرا. أسرعت براجمي على المفاتيح تستجدي من قوقل علما و لما بات القصيد أمامي قلت: أنت شمسي أنت ما تغيبي ... أنت عمري أنت ما تضيعي ... أنت روحر أنت ما تخافي ... أنا أحبك أنت و ما ...
و طويت البيت تلو البيت و العبرة تخنق اللفظ فيخرج متلوّيا كتلوّيه في فيه المغني إذا ما تبدّع و تجلّى يتلوّن بصنوف العرب. و أنا الأجش الدميم الصوت ذا البحة الكئيبة أثر الصياح. و احتملت الصوت مني كما احتملت وجلي البادي في تنغمي, و خلتني أتغنى بشمس لا تأفل و ما خلتني حينا قد أستمد سواد الغيم أخط به على القرطاس البالي بالدمع كما أنا اليوم فاعل. 
سامحك الله يا من لا أؤمن و إياك به على ما رميتني فيه، فما كنت لبشناق ملتفتا لولا حاجتي لمغناه في برنامجي السياسي و لو لا أن غنى الكراسي و جمعتني في غيرها و إيا ماضيّ المآسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق